الانبار تتسلم ملفها الامني

تسلمت الانبار ملفها الامني من القوات متعددة الجنسيات لتنضم الى عشر محافظات عراقية من بين 18 محافظة يدير فيها العراقيون مهامهم الامنية في خطوة اولى لتسلم الامن كاملا في العراق، ولتشرع في عمليات اعادة الاعمار والبناء.

"الانبار نحو الاعمار" هذا هو العنوان الذي اطلقه مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي حيث اعلن تسلم المحافظة لملفها الامني، مؤكدا ان تسلم ذلك الملف يعني اعلان البدء في اعادة البناء واشارة الى ان ذلك سيقلل من اعتماد العراقيين على قوات التحالف حيث يخوض العراقيون بمساعدتها معركتهم الاخيرة ضد تنظيم القاعدة.

واوضح الربيعي، خلال احتفالية تسلم المحافظة ملفها الامني، "ان ذلك لم يكن ليتحقق لولا جهود رجال العشائر بالمحافظة في مقاتلة تنظيم القاعدة وتحديدا الشيخ عبد الستار ابو ريشة"، مستذكرا دوره في هذا المجال، مؤكدا ان الانبار تعتبر واحدة من افضل محافظات العراق امنا واستقرارا الان. واضاف "ان الجهود الان مبذولة من اجل الاعمار في محافظة الانبار وتشغيل الايدي العاملة".

لكنه استدرك قائلا "علينا ادراك ما يدور في العراق، وان تنظيم القاعدة لا ياتمن له".

وتابع "ان القوات العراقية اصبحت الان اكثر قدرة واستعدادا لتولي الامن في انحاء البلاد خلال الاشهر القليلة المقبلة". واشار الى ان استلام العراقيين للمسؤوليات الامنية في محافظة الانبار يؤكد قدرة وثقة العراقيين على تولي زمام امنهم بأيديهم.

ولفت الى انه من الممكن ان يتم تسلم الملف الامني في محافظات اخرى خلال العام الحالي اذا تمكنت من علاج بعض الثغرات الامنية فيها.

محافظ الانبار مأمون سامي رشيد وصف تسلم الملف الامني في محافظته بانه "عرس" للقوات العراقية.

واضاف "ياتي هذا اليوم بعد تضحيات ودماء شهداء ووقفة رجال ابطال من شيوخ عشائرنا وعلمائنا الافاضل الذين اخلصوا للعراق والعالم". وهاجم رشيد تنظيم القاعدة قائلا انها "ارتكبت في هذه المحافظة اكبر المجازر وهم مجرمون وقتلة .. نظريتهم الموت ضد الحياة".

اما قائد عمليات الانبار اللواء مرضي المحلاوي فقد اعتبر في كلمة له ان استلام العراقيين للملف الامني "مفخرة" لقوات الأمن العراقية من جيش وشرطة والتي "أصبحت قادرة أن تحل محل القوات المتعددة الجنسيات".

فيما اشار رئيس مجلس المحافظة عبد السلام العاني الى ان الامن المتحقق في الانبار سيتيح بدء الاعمار واعادة المهجرين الى مناطق سكناهم.

وكما محافظ الانبار، وصف العاني يوم تسلم الملف الامني بانه "يوم عيد" ليس للمحافظة فقط بل للعراق باسره.

ودعا الشركات الى الاستثمار في المحافظة قائلا "ان المحافظة ارض خصبة للعمل فيها من اجل الاعمار وبناء اقتصادي مشرق للعراق والمنطقة عربا واجانب ومن كل الجنسيات".واعقب ذلك استعراض عسكري تقدمته مواكب حاملة الاعلام العراقية وشعار جمهورية العراق وكراديس للشرطة العراقية، لتنطلق بعدها عجلات الفرقة السابعة من الجيش العراقي مستعرضة امام الحاضرين وتلاها مواكب لشرطة الرمادي والفلوجة وهيت وحديثة والقائم والنخيب وعنه وراوة وعجلات الإطفاء.

وكان تسليم الملف الامني الى القوات العراقية في محافظة الأنبار قد تم تاجيله عدة مرات خلال الشهرين الماضيين.

يذكر ان محافظة الانبار، كانت تعتبر من اكثر مناطق العراق اضطرابا، وكانت معقلا لعناصر تنظيم القاعدة منذ اواخر 2003 والى فبراير 2007 حيث برزت "الصحوات" التي ساهمت بشكل كبير بطرد عناصر القاعدة الى خارج المحافظة وساهمت الى جانب القوات الامنية والمتعددة الجنسيات باعادة الامن.

يشار الى ان القوات العراقية تسيطر حاليا على عشر محافظات من بين 18 محافظة، وستكون محافظة الانبار هي المحافظة الـ11 التي تتسلم ملفها الامني.

وبلا شك يعد تسلم الملف الامني في الانبار "خطوة هامة " لما تشكله المحافظة من اهمية جغرافية حيث تشترك حدودها مع ثلاثة بلدان مجاورة فضلا عن الزخم المعنوي الذي ستعطيه للحكومة كونها اول محافظة ذات غالبية عربية سنية تتسلم مهامها الامنية وهنا يتعين على المسؤولين المدنيين والعسكريين فيها العمل بجد من أجل تحقيق الأمن المستدام اللازم لتحقيق الرخاء الاقتصادي على المدى الطويل.